بطله ذاتها اداريه
عدد المساهمات : 1021
| موضوع: رمضان شهر التوبه الجمعة أغسطس 06, 2010 7:10 pm | |
| رمضان شهر التوبه
--------------------------------------------------------------------------------
بســــم اللـــــه الرحمـــــن الرحيـــــــم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلي وسلم على الحبيب المصطفى وعلى الـه وصحبـه أجمعيـــن
رمضان شهر التوبة
نص المطويه :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد فإن شهر رمضان كغيره من الشهور يبدو قمره ثم سرعان ما يختفي مثل طرفة عين، أو كلمحبصر، أو هو أقرب وهو عند ذوي العقول كفئ الظل، بينما تراه سابغا حتى قلص، وزائداحتى نقص ولا جرم فإن الشيء يترقب زواله : {وَالْقَمَرَقَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس:39].
وإنّ شهر رمضان هو المضمار وغدا السباق، والسبقة الجنة، والغايةرؤية الله سبحانه، أفلا نائب من خطيئته قبل ختام شهره ؟! ألا إنّكم في أيام أمل منورائه، أجل فيا ويح طالب الجنة إذا نام ! ويا بؤس الهارب من النار إذا غفا، ثم هولا يتخوف قارعة حتى تحل به ! ومن هذه حاله فليس هو من عمار الشهر في مراح ولامغذى.
أصناف الناس في رمضان
إخواني المسلمين :إنّ في هذا الشهر أناسا أشغلوا أنفسهم عنذكر الله وطاعته حتى قصروا غاية برهم به في جعله موسما حوليا للموائد الزاخرة،وفرصة سانحة للهو والسمر الممتدين إلى بزوغ النهار، فصبحهم مثل ليلهم وأجواؤهم سود،وأجفانهم جمر يومض. جعلوا من هذا الشهر محلا للألغاز الرتيبة، والدعايات المضللة أوالمواعيد المضروبة لارتقاب ما يستجد من أفلام هابطة وروائيات مشبوهة ترمى بشرركالقصر لإحراق ما بقى من أصل حشمة وعفاف أو تدين يستحق التشجيعوالإذكاء.
وبذلك تخسر الأمة في كل لحظة مواطنا صالحا يضل ضلالة يغش بهاويخدع، ويسرق ويحتال تمتعا بهذا المرئى والداء المستشرى ولسان حال هؤلاء يقول: صفدتشياطين رمضان إلّا شياطينهم، حتى صاروا بذلك يطلبون ولا يعطون، ويشتهون ولا يصبرون،ويحسنون الجمع، في حين أنهم لا يعرفون القسمة إلى أن تحطمت فيهم روح المغالبةوالمقاومة، فلا عجب حينئذ إذا لم يجد هؤلاء بهذا الشهر المبارك ما يجده المؤمنونالصادقون.
وفي المقابل، فإن لهذا الشهر أناسا غض أبصارهم ذكر المرجع وأرقدموعهم خوف المحشر، فهم بين شريد هارب من الكسل والخذلان وخائف مقهور وداع مخلصوتكلان موجع.
البدار البدار قبلالفوات
ألا فاتقوا الله أيّها الصائمون القائمون وتنفسوا قبل ضيقالخناق، وانقادوا قبل عنف السياق فـ{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَلَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:18]، وإلّا فما يصنع بالدنيا من خلقللآخره؟! وما يصنع بالمال من عما قليل سيسلبه وتبقى عليه تبعاته وحسناته ؟! فاللهالله وأنتم سالمون في الصحة قبل السقم وفي الفسحة قبل الضيق، ويا لفوز من سعوا فيفكاك رقابهم من قبل أن تغلق عليهم رهائنهم، ألا إنّ لله عتقاء من النار في هذاالشهر المبارك.
وأمّا هذه الدنيا :فهي غزارةضرارة حائلة زائلة، لا تعدو أن تكون بزخرفها كما قال الله تعالى : {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُمِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُالرِّيَاحُ} [الكهف:45]. إنه ما بين أحدنا وبين الجنة أو النار إلا الموتأن ينزل به، وإن غاية تنقصها اللحظة وتهدمها الساعة لجديرة بقصر المدة مهما طالت،وإن غائبا يحدوه الجديدان الليل والنهار لحري بسرعة الأوبة، فرحم الله امرأ قدمتوبته وغالب شهوته فإن أجله مستور عنه وأمله خادع له، والشيطان موكل به يزين لهالمعصية والتفريط ليركبهما ويمنيه التوبة ليسوفها{يَعِدُهُمْوَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} [النساء:120]. فالبدار البدار قبل مفاجأة الأجل، فلو أن أحدا يجد إلى البقاء نفقافي الأرض أو سلما في السماء دون أن يقضى عليه بالموت، لكان ذلك لسليمان بن داودعليه السلام الذي سخر اللهله ملك و{فَسَخَّرْنَا لَهُالرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ(36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّبَنَّاء وَغَوَّاصٍ(37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)} [ص:36-38]، هذا مع نبوته وعظيم زلفته غير أنّه لما استوفى طعمته واستكمل مدته رماهقوس الفناء بنبال الموت وأصبحت الديار منه خالية وورثها قوم آخرون.
وإنّ لكمفي القرون السالفة لعبرة وإلّا فأين العمالقة؟! وأين الفراعنة وأبناء العراعنة ؟! أين أصحاب مدان الرس؟! وأين عاد وثمود وإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها فيالبلاد؟!
لا للتسويف
فيا مؤخرا توبتهبمطل التسويف لأي يوم أجلت توبتك وأخرت أوبتك ؟! لقد كنت تقول :إذا صمت تبت، وإذا دخل رمضان أنبت، فهذه أيام رمضان عناقد تناقضت لقد كنتفي كل يوم تضع قاعدة الإنابة لنفسك ولكن على شفا جرف هار.
ويحك أيها المقصر،فلا تقنع في توبتك إلّا بمكابدة حزن يعقوب عن البين، أو بعبرة داود ومناداة أيوبلربه في ظلمات ثلاث: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًافَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَإِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87]. أو بصبر يوسف عن الهوى، فإن لم تطق ذلك فبذل إخوته يوم أن قالوا : {إِنَّا كُنَّا خَاطِئِين} [يوسف:97]. نعم أيهاالمذنب المقصر لا تخجل من التوبة ولا تستح من الإنابة، فلقد فعلها قبلك آدم وحواءحين قالا : {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْتَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف:23]، وفعلها قبلك إبراهيم حين قال : {وَالَّذِيأَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء:82]،وفعلها موسى حين قال : {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِيفَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص:16].
وقد قال رسول الله : « إن أيوب نبي الله لبث في بلائه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين منإخوته كانا أخص إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه: تعلم واللهلقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين قال له صاحبه : وماذاك ؟ قال: منذثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف مابه فلما راح إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلكله فقال أيوب: لا أدري ماتقول غير أن الله يعلم أني كنت أمر الرجلين يتنازعانفيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في الحق. قال : وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده فلما كان ذات يوم أبطأ عليهافأوحى الله إلى أيوب في مكانه : {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَامُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص:42]، فاستبطأته فبلغته فأقبل عليها قدأذهب الله مابه من البلاء فهو أحسن ما كان فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هلرأيت نبي الله هذا المبتلى والله على ذلك رأيت أحدا كان أشبه به منك إذ كان صحيحاقال: فإني أنا هو وكان له أندران: أندر القمح وأندر الشعير فبعث الله سحابتين فلماكانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت في الأخرى على أندرالشعير الورق حتى فاض» فلا إله إلا الله ! من يمنع المذنب من اتوبة ؟! ولا إله ألا الله من يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ؟!
يقول ابن عباس رضيالله عنهما : " دعا الله إلى مغفرته من زعم أن عزيزا ابن الله ومن زعم أن الله فقيرومن زعم أن يد الله مغلولة ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة يقول لهؤلاء جميعا : {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة:74] ".
ألا فإن التوبه للمرء كالماءللسمك، فما ظنكم بالسمك إذا فارق الماء ؟! جاءت امرأة إلى النبي فقالت : يارسول الله إني قد زنيت فطهرني فردها النبي فلما كانالغد قالت: يارسول الله لم تردني؟ فلعلك أن تردني كما رددت ماعزا فو الله إني لحبلىقال : «أما لا فاذهبي حتى تلدي»، فلما ولدت أتته بالصبيفي خرقة قالت : هذا قد ولدته قال : «اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه» فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز حرصا منها على التوبة وإقامة الحدفقالت : هذا يارسول الله قد فطمته وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمينثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمىرأسها، فتنضح على وجه خالد فسبها، فسمع النبي الله سبه إياها فقال : «مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده! لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكسلغفر له»وصاحب المكس هو الذي يأخذ الضريبة من الناس وفي رواية : «لقد تابت توبة لوقسمت بين سبعين من أهل الندينة وسعتهم، وهل وجدتشيئا أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل ؟!» . إن صاحب الذنب مهما غفل عنالتوبة أو تناءى عنه الوصول إليها، فسيظل أسير النفس، قلقا لا قرار له، متلفتا لايصل إلى مبتغاه مالم يفتح له باب التوبة ليطهر نفسه من كلكلها، ويخفف منأحمالها
إخواني المسلمين :في يوم من الأيام صعدرسول الله درجات المنبر فلما رقي عتبة قال : «آمين»ثم رقي عتبة أخرى فقال : «آمين»ثم رقى عتبة ثالثة فقال : «آمين»ثم قال : «أتاني جبريل فقال : يامحمد من أدركه رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قلت : آمين».
صدق رسولالله صلى لله عليه وسلم بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه، لقد خسر وفرط ورغمأنفه من ضيع فرصة رمضان ونكص على عقبيه، ألا أين أنتم أيها التائبون ؟؟ عقلكم يحثكمعلى التوبة وهواكم يمنعكم !!! والحرب بينهما سجال فلو جهزتم جيش عزم لفر العدومنكم، تنوون قيام الليل فتتكاسلون، وتسمعون القرآن فلا تبكون، بل أنتم سامدون ثمتقولون: ما السبب؟!: {قُلْ هُوَ مِنْ عِندِأَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:165].
ألا فاتقوا الله يامعاشر المسلمينوتوبوا إلى ربكم توبة نصوحا، توبوا إلى الله فرادى وجماعات فما توبة الأمة بأدنىشأنا من توبة الأفراد إذ يقول الله تعالى : {وَتُوبُوا إِلَىاللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
ألا ترون يا رعاكم الله ما قاله الباري جل شأنه في كتابه : {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَاإِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَالخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس:98].
فيا أيها المسلمون ماهي إلّا توبة والاستغفار، وإلّا فالمصير هوالنار والخسار، ومالهذا الجلد الرقيق صبر عليها، فارحموا أنفسكم، فقد جربتموها فيمصائب الدنيا، أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه والرمضان تحرقه ؟ فكيف إذا كانبين طابقين من نار، ضجيع حجر وقرين شيطان في نار يحطم بعضها بعضا، لا تسمع فيهاإلّا تغيظا وزفيرا، كلما نضجت الجلود بدلها الله جلودا غيرها ليذوقوا العذاب،{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى (16) تَدْعُومَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)} [المعارج:15-18].
يقول الرسول فيما يرويه عن ربه عز وجل: «يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولاأبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبُك عنان السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتكبقرابها مغفرة».
{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاًوَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(55) وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِبَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌمِّنَ الْمُحْسِنِينَ(56)} [الأعراف:55-56].
وصلى الله على نبينامحمد وعلى آله وصحبه وسلم
| |
|