يبدو أن الكبير كلما شعر بالخطر أو الحرج تألق وأبدع وأقنع .. وهكذا يظل الكبير كبيرا والأهلى هو الأهلى مهما ابتعد عن مستواه ، فإنه يعود بسرعة البرق ليؤكد أنه لا يعرف سقوطا .. ولو حدث بعض التراجع ، فإنه سريعا ما يعود الى الإبداع من أجل جماهيره الغفيرة العاشقة دوما .. وليسمح لى الأصدقاء فى روابط الأهلى بأن أحييهم على تشجيعهم المتواصل للفريق مهما كان الأداء فى الملعب أو حتى التأخر فى النتيجة ، وليسمحوا لى أيضا بأن أقتبس الجملة القوية للغاية التى شاهدناها أمس فى مدرجاتهم بأن .... ( نحن من نصنع النجوم ، ومن أجلنا تُلعب كرة القدم ) ، جمهور قوى لدرجة لا يتصورها احد !لن نبالغ حين نقول أن أداء الفريق الهجومى تحديدا أمام بتروجيت الكبير القوى كان أكثر من رائع ، وعلى مدار المباراة كاملة ولو كان هناك بعض التركيز فى الشوط الأول أو فى نهاية المباراة لزاد الفريق الرقمى فى النتيجة لصالح الأهلى ... وحتى الهدف الذى سكن مرمى الأهلى جاء عكس التيار تماما ( وإن كان الملل قد أصاب الكل من تكرار تلك الاهداف العجيبة الساذجة التى يجب أن نجد لها حلا ، فكانت اللقطة الأكثر سخافة وكوميدية فى اللقاء .. أما عن "عماد متعب" تحديدا فى هذا اللقاء ، فحدث ولا حرج !لم يكن عماد متعب بطل اللقاء فقط بسبب هدفين مميزين أنقذا الأهلى ، ولكن لمنحه هجوم الأهلى الشكل المميز الحقيقى له بتحركات جيدة جدا لم نشاهدها منه طوال اللقاءات السابقة ، وبالتأكيد فإن التعديل الواضح والصحيح فى التشكيل الرئيسى كان له عامل كبير ومؤثر فى هذا الشكل الهجومى المميز للفريق فى مباراة الأمس .. وإحقاقا للحق ، فإن أداء بتروجيت المفتوح الممتع هو ما منح تلك المباراة رونقا جميلا ، لأن هكذا تُلعب كرة القدم .. وكان الفريق قادرا على التسجيل أولا لولا سوء حظ المهارى للغاية "وليد سليمان" والذى لعب أجمل كرة فى هذا الشوط بشكل فردى وصادفت العارضة ، كما كان للأهلى هجمة أكثر من رائعة من الجبهة اليسرى بعد فاصل تمريرى راقى للغاية وانتهت عند رأس أبو تريكه ولم يحالفه التوفيق فى وضعها فى المرمى .. أجاد الفريق هذه المرة اللعب بطريقة "الثلاثى الحر خلف رأس الحربة الواحد" ، وباختيار اللاعبين القادرين تماما على إفادة الفريق بهذه الطريقة وكان "أبو تريكه وشكرى" هما الأفضل فى الشوط الثانى حتى عاد "بركات" إلى المباراة بشكل أكبر وتحركات يمتاز بها أسرع لاعبى مصر ... وحاول كثيرا لاعبى الوسط "عاشور وشبيطه" التغطية خلفهما مع دعم دفاعى من أيمن أشرف وأيضا أحمد فتحى الذى قام بواجبيه بشكل جيد جدا ... وإجمالا كان الشوط الأول جيدا جدا لولا سوء اللمسة الأخيرة والتى لو أصابها الدقة لمنحت الأهلى هدفين على الأقل فى هذا الشوط ... ولهذا يجب أن يعترف الجميع بأن الأهلى بجهازه ولاعبيه أجادوا فى هذا الشوط .. ويبدو أن الكل قد اقتنع أخيرا بضرورة تواجد "أبو تريكه" ضمن هذا الثلاثى فى عمق الهجوم ، ولهذا قلت كثيرا العرضيات فى هذا الشوط نظرا لاختراق الفريق لدفاع الخصم من العمق أو التوغل من الأطراف وتمرير الكرة فى العمق أيضا نظرا لتواجد كم هجومى لا بأس به .. وأعتقد أننا كلنا استمتعنا بأداء الفريق خلال المباراة كلها ..وبالتأكيد سينصب الخطأ فى الهدف المكرر الكوميدى الذى يسكن مرمى الأهلى تقريبا كل مباراة على خط الدفاع وحارس المرمى ، فالكرة لم تكن تسللا على "ذكرى" وفى الواقع شعرت بالحنق الشديد ، فحتى لو كانت الكرة تسللا ، لماذا لم يخرج أحمد عادل عبد المنعم مبكرا ويلتقطها ثم ليحتسبها الحكم كما يشاء .. وأعتقد أنه أمر معيب ألا يلعب لاعب أيا كان عمره فى صفوف الأهلى على صافرة الحكم فقط وليس توقعه الشخصى ! .. وبالطبع فإن لاعبى الدفاع نصبوا مصيدة تسلل خاطئة ... وشكلت هجمات مرتدة سواء فى الشوط الأول أو الثانى خطورة كبيرة على الفريق ، وأعتقد أن الفريق لا يزال يعانى من مشاكل واضحة فى خطى الوسط والدفاع يجب معها البحث عن حل ، وإلا ....تحركات بركات وشكرى على الأطراف يمينا ويسارا مع مساندة أبو تريكه فى العمق كانت أكثر من رائعة وخاصة طوال أغلب فترات الشوط الثانى ، ولكن يجب توضيح أمرا ما ، وهو أن لولا وجود عماد متعب بتحركات واعية للغاية وتركيز شديد فى هذا اللقاء ، لما خرجت الهجمات بهذا الشكل الخطير ، فرقميا أكد عماد أنه قادر على خلق الفرص من لا شئ ، فلم يقتصر الأمر على هدفين غاية فى الروعة والتصميم ولا التحركات فقط على الجانبين ، ولكن التمريرات الفعالة من جانبه ( وهو رأس الحربة ) كانت مميزة جدا .. ولهذا يجب أن يكون عماد متعب هو نجم هذا اللقاء .. والسؤال المهم جدا هنا ، لماذا لم يؤد متعب بهذا الشكل فى مباريات سابقة ؟ .. والإجابة تتلخص بالتأكيد فى الاختيار السليم لمن يلعب خلفه أو بجواره !حالة الفريق عموما فى هذا اللقاء كانت جيدة جدا ، وأؤكد ان أسلوب لعب بتروجيت ساهم فى هذا بالإضافة الى التبديلات الأخيرة من جانب المخضرم "مختار مختار" الذى جانبه الصواب فى التبديل الأول فقط ، إلا ان إصراره قرب النهاية على الضغط واللعب خلف خط وسط الاهلى وجناحيه بالدفع بالمزيد من المهاجمين كان أمرا جيدا جدا أعطى للمباراة مذاقا خاصا يؤكد أن متعة الكرة دوما فى اللعب الهجومى المدروس ، ويجب رفع القبعة تحية للفريق البترولى المحترم الذى لعب بكل قوته – وهو حقه – ولكن بشكل رياضى محترم بلا أى إيذاء أو عصبية غير مبررة ، من حقك فقط ان تحاول بشدة أن تفوز على أى منافس ولكن بلا إستفزاز غير مبرر .. اختيار التشكيل الأساسى لهذه المباراة كان نقطة إيجابية لصالح الجهاز الفنى هذه المرة ، بالرغم من بعض التراجع فى خط وسط الفريق ، لأنى أعتقد أن شبيطة وعاشور من الصعب أن يلعبا سويا وحدهما ( إما واحدا منهما مع لاعب آخر صاحب أداء مختلف ، أو يلعب الثنائى بجوار لاعب وسط ثالث فى المباريات التى تحتاج إلى هذا ) .. كما أن توقيت ونوع التغيير الثانى للجهاز ( أحمد حسن بديلا لشبيطه ) كان جيدا هو الآخر واحتاجه الفريق فى ذلك التوقيت تحديدا ، وإن كان قد ألقى بحمل ثقيل على عاشور وحيدا فى الوسط ، وإن قدم مباراة دفاعية جيدة فى الوسط إلا أن استمرار فقده للكرة أحيانا فى توقيت حرج وبعض التمريرات الخاطئة ( قليلة ولكنها كانت فى لحظات اندفاع هجومى ) صنعت بعض التوتر والهمهمة فى المدرجات .. وأعتقد أن تغطية أيمن أشرف وأحمد فتحى مع اللعب بأربعة فقط فى الدفاع كانت جيدة بشكل افضل من مباريات سابقة وبلاعبين آخرين .. ولا زلت عند رأيى سأن تلك الطريقة لا تزال تحتاج إلى المزيد من التدريب ، وإلا فلماذا لا يعود الفريق الى اللعب بليبرو فى المباريات الكبيرة ..الجميل أن الفوز جاء "نقيا" وهو أبلغ رد على كل المتحيزين المتوهمين ، بل حدث تجاوز واضح لركلة جزاء صحيحة لمحمد بركات كان يجب احتسابها ، وأعتقد أن أخطاء التحكيم فى مباراة الأمس كانت قليلة عموما ، وهو ما منح المباراة شكلا جميلا ساهم فى متعتها أكبر بالإضافة إلى رقى التعامل بين اللاعبين ، وأكرر بأن هذه هى كرة القدم الرياضية الحقيقية ... وبالتأكيد كان للكابتن محمود بكر كالعادة لمساته الجميلة الشقية أثناء التعليق ، وأعترف بأن السبب الوحيد الذى يجعلنى أشاهد المباراة بعيدا عن أى قناة أخرى هو وجود الكابتن الجميل "بكر" فقط ، وبالمناسبة لم أتمكن من تجاوز لافتة طريفة للغاية أكدت أن "كلية الألسن – قسم الألمانى" تشجع الأهلى وليسمح لى السادة القراء بتهنئة الناجحين هناك لنجاحهم وفوز الأهلى !
** برغم العديد من المحاولات الهجومية ، إلا أن دقة التصويب للفريقين لم تكن جيدة مجملا ، حيث لم يسدد الأهلى سوى 3 تسديدات فقط بين القائمين والعارضة ( منهما لعبة مزوجة حيث سدد تريكه وارتدت قبل أن يسكنها متعب الشباك ) ، بينما سدد فقط بتروجيت كرة واحدة اصطدمت بالعارضة فى كرة وليد سليمان " وأختلف مع د. طارق الأدور فى تسديدة "عمرو" التى كانت بعيدة عن المرمى وفقط التقطها أحمد عادل ... بينما سدد كل فريق 10 تسديدات خارج القائمين والعارضة ، وان كان نصيب بتروجيت من الخطورة أقل ..
** عدد ضئيل للغاية من الركنيات بلغ 5 فقط ، ولكن هذا لم يكن سلبيا نظرا لمحاولات ناجحة لإنهاء الهجمات بينما أخفق الدفاع فى منع العرضيات أو التوغل للعمق سواء هنا او هناك ..
** عدد التسللات أيضا كان قليلا جدا ، ولو أضفنا هذا الى النقطة السابقة سيتأكد أن الكرة أغلب الوقت كانت تدور داخل الملعب وهو ما يؤكد جمال تلك المباراة .. وإن انفرد الأهلى باستحواذ أكبر على الكرة لم يقلل من خطورة مرتدات بتروجيت ، ولكن مع نهاية المباراة كانت الكلمة العليا للاهلى ..
** كان طبيعيا جدا أن يكون متعب هو الأكثر تأثيرا على المرمى ، بالرغم من محاولة شكرى الأغزر ولكنها لم تكن بالدقة الكافية ..
** عماد متعب أيضا ومعه محمد بركات هما أكثر اللاعبين تمريرا فعالا ، ومنح متعب تمريرتين حريرتين لأبو تريكه لم يحالفه الحظ فيهما .. كما جاء فتحى بعدهما مباشرة فى هذه الإحصائية ..
** حسام عاشور ثم أحمد فتحى هما الأكثر ارتكابا للأخطاء .. وتسلل واحد فقط على عماد متعب
** أفضل مباريات الاهلى فى التمرير العرضى ، حيث مرر 11 تمريرة عرضية صحيحة من إجمالى 12 بنسبة دقة رائعة لم نراها قبلا فى أى مباراة للأهلى ( 92%) .. وكان لأحمد فتحى – ربما للمرة الأولى منذ فترة طويلة جدا – نصيب الأسد فيها بدقة 100% حيث مرر 5 تمريرات عرضية كلها بشكل صحيح ..
** حسام عاشور وأحمد فتحى هما على الترتيب الأفضل دفاعيا فى وسط الملعب والدفاع ، وتلاهما أيمن أشرف كعادته فى إجادته لهذا الأمر فى كل مرة يشارك بمباراة ، وان جاء هذا على حساب الأداء الهجومى ( وهى تعليمات من الجهاز كما هو واضح ) ..
* محمد أبو تريكه و أحمد شكرى .. هما أكثر من فقدا الكرة فى تلك المباراة ، وتلاهما متعب وعاشور وفتحى ..
** أحمد فتحى هو الأقل دقة فى التمرير ، وهو ما يؤثر على تقييمه العام حيث أدى مهامه بشكل جيد جدا فى هذه المباراة ولكن تظل مشكلة التمرير واضحة المعالم بشدة .. وجاء بعده "حسام عاشور" بتمرير هو الأسوأ له عبر مباريات كثيرة رغم تقديمه لاداء دفاعى جيد فى المباراة ... أما الأفضل على الإطلاق كان أحمد شكرى ثم عماد متعب الذى يبدو أنه أراد الاستحواذ على كل الأرقام الإيجابية فى ذلك اللقاء الجميل ..
معدل التمرير الصحيح للفريقين
** تفوق بتروجيت قليلا على الأهلى فى أول ربع ساعة فقط تمريرا وتحكما فى الرتم ، قبل أن ينطلق الأهلى تماما خلال باقى أوقات المباراة باقتدار تام ..
** أفضل أوقات الأهلى تمريرا هو الربع ساعة الثانى فى الشوط الثانى ، بينما كان الربع ساعة الأول هو الأقل ..
معدل التمرير الخاطئ للفريقين
** أغلب فترات اللقاء شهدت تمريرا خاطئا أكبر لبتروجيت ، وهو ما حرم الفريق بالطبع من الاستفادة من هجماته المرتدة السريعة الجيدة ..
** أسوأ فترات التمرير للأهلى كانت الربع ساعة الأخير من الشوطين ، بينما كانت الربع ساعة الأولى هى الأقل تمريرا خاطئا ..
** 54 تمريرة خاطئة من أقدام لاعبى الاهلى ..
** التمرير الأمامى هو الأسوا ( 66% ) من اتجاهات التمرير الخاطئ ...
** الجبهة اليسرى اكثر تمريرا سيئا من الجبهة اليمنى ..
** 14 تمريرة خاطئة من قدم أحمد فتحى فى صورة مكررة لا تليق بلاعب مميز جدا مثل فتحى ، ومنها 11 تمريرة أمامية ..
** حسام عاشور هو الثانى فى التمرير الأمامى الخاطئ ( 4 تمريرات ) ولكنه بعيد عن رقم فتحى السلبى
أداء أحمد عادل عبد المنعم
** لولا الخطأ الساذج وعدم اللعب على صافرة الحكم لقدم أحمد عادل مباراة جيدة ، ولكن يجب التوضيح فى أن عدد الاختبارات التى تعرض لها كانت قليلة جدا فى هذا اللقاء ، تعامل جيدا معها ، وفشل فى التصدى بشكل صحيح لكرة الهدف والتى تأخر كثيرا فى الخروج لها أو التعامل معها بشكل أكثر قوة ... وحقيقة لم أعد مقتنع بأن لاعب يشارك فى موسم كامل تقريبا